السؤال: ما هو القاسم المشترك بين تمريرة حاسمة لسيسك فابريغاس أو تمريرة
خلفية لدافيد فيا أو تمريرة عرضية لألبرت رييرا وتبادل الكرة بين رييرا
وكابديفيا أو تمريرة عرضية أخرى لفرناندو توريس أو تمريرة أخرى من
كابديفيا؟
الجواب: كل هذه الأمور أدت إلى تسجيل منتخب أسبانيا جميع أهدافه في كأس
القارات 2009 FIFA والقاسم المشترك بينها أنها جاءت جميعها من الجهة
اليسرى.
وغالباً ما افتقد المنتخب الأسباني الى ظهير أيسر من مستوى عالمي وهو ما
يجعل نسبة الأهداف التي سجلت من هذه الجهة والتي تخطت 40 % من أهداف
أسبانيا مفاجئاً بعض الشيء.
وفوجىء كابديفيا عندما أعلمه موقع
FIFA.comبهذه الإحصائيات حيث قال: "بصراحة لم أكن أدري بهذا الأمر ولم أفكر به على
الإطلاق". وغالبا ما يقوم كابديفيا بدور المساند للمهاجمين ويقوم بتمريرات
قاتلة داخل منطقة الجزاء وهو ما جعله أحد نجوم منتخب بلاده في كأس القارات
جنوب أفريقيا FIFA وقد نجح زميله دافيد فيا في تسجيل هدف المباراة الوحيد
في المباراة ضد العراق اثر تمريرة من كابديفيا من الجهة اليسرى لينهي
مقاومة منتخب الرافدين.
وقال كابديفيا الهادىء والمتواضع وهو رمز المنتخب الأسباني الساعي إلى
مزيد من الإنجازات "بصراحة ليس هذا المهم ولكن المهم أن تدخل الكرات في
الشباك وليس من أي جهة جاءت التمريرات."
وكما تؤكد المباراة ضد نيوزيلندا فإن الأهداف الخمسة التي سجلها المنتخب
الأسباني في مرمى المنتخب النيوزيلندي جاءت جميعها أيضا من الجهة اليسرى.
وفي حين أقلق رييرا وكابديفيا راحة مدافعي بطل أوقيانوسيا بتبادل المراكز
في ما بينهما، كان المدافع سيرجيو راموس الوحيد الذي يشغل الجبهة اليمنى
ولكنه قام بدوره بطريقة رائعة تماما كأسلوب اللاعبين البرازيليين الذي
يشغلون مركز الظهير الأيمن. وفي الوسط، بدا ميل تشابي وفابريجاس واضحاً
للعب في العمق وليس على الجهة اليمنى.
وبعد أن ادرك القوة الضاربة التي يتمتع بها المنتخب الأسباني حاول مدرب
العراق بورا ميلوتينوفيتش شل حركة المهاجمين فرناندو توريس ودافيد فيا
وقطع التموين عنهما. وكان هدف المدرب الصربي واضحاً وهو ابقاء النتيجة
متدنية ما يعزز آمال فريقه في التأهل نصف النهائي بفارق الأهداف. وقد نجحت
خطة المدرب بورا حيث عانت الماكينة الاسبانية في اختراق جدارات المنتخب
العراقي ليحقق الفوز بأقل فارق ممكن.
وقال مدرب أسبانيا فيسنتي دل بوسكي بعد المباراة: "لعب المنتخب العراقي
بكبرياء وذكاء. يدرك المنتخب العراقي محدودية قدراته وقد صعب من مهمتنا
كثيراً. لقد حاولنا كل شيء تارة من خلال اللعب على الأطراف، وتارة أخرى في
العمق وأحيانا بالتسديد من بعيد."
وعندما أتى الهدف الاسباني، جاء طبعاً كما هي العادة من الجبهة اليسرى
علما بأن احصائيات المباراة كشفت أنه من أصل 41 هجمة اسبانية على المرمى
العراقي، جاء 11 منها من الجبهة اليسرى و11 أخرى من الجبهة اليمنى.
"انها مجرد مصادفة" يقول لاعب الوسط سانتي كازورلا مقللا من أهمية الجبهة
اليسرى. وأضاف "نصنع بعض الفرص من الجبهة اليمنى أيضاً واعتقد أن كل منتخب
يواجه أموراً معينة يجب أن يعمل على تحسينها ولكن لا اعتقد بوجود أي مشكلة
على الإطلاق. لدينا تشكيلة رائعة والأمور تسير بطريقة رائعة بالنسبة لنا."
وقد نجح كازورلا في التواجد ضمن اللائحة الرسمية التي أعلنها المدرب دل
بوسكي للمشاركة في كأس القارات FIFA على الرغم من اصابته بكسر في ساقه في
نيسان/أبريل الماضي. وبعد ان بدأ المبارة ضد العراق أساسياً، يمكنه أن
يلعب دوراً كبيراً في المباراة الاخيرة لمنتخب بلاده في الدور الأول أمام
جنوب أفريقيا وهي مباراة تمثل فرصة جديدة لمنتخب أسبانيا لمعرفة ما إذا
كان فعلاً يجنح إلى اليسار في معظم مبارياته.