ثلاثة أيام تعتبر فترة طويلة جدًا في كرة القدم ويمكنكم سؤال برنارد باركر
فحسب حول هذا الأمر لأن هذا المهاجم كان محط الإنتقادات بعد المشاكل التي
واجهها أمام مرمى المنتخب العراقي يوم الأحد ولكنه تحول الأربعاء إلى
معشوق الجماهير بعدما سجل ثنائية في مرمى نيوزيلندا ليمنح بافانا بافانا
فوزه الأول في كأس القارات FIFA. ومن أجل تتويج إنتقاله من الحضيض الى
القمة حصل باركر بفضل أدائه الباهر في خط المقدمة على جائزة رجل المباراة.
وفي اليوم التالي لإستعادته لسمعته، تحدث باركر لموقع
FIFA.comعن ليلته العاصفة على استاد رويال بافوكنج وعما يحمل المستقبل له شخصياً
ولمنتخب بلاده في هذه البطولة. وفي ما يخص هذا المهاجم، فيبدو المستقبل
واعداً للغاية.
عصبية اليوم الأول
بدأ مشوار باركر المتقلب في هذه البطولة بأداء مهزوز في المباراة
الإفتتاحية ضد أبطال آسيا إذ فشل مهاجم ريد ستار بلجراد الصربي في ترجمة
عدد كبير من الفرص التي سنحت له بل أنه حرم منتخب بلاده من هدف محقق في
الدقائق الأخيرة عندما صد وبشكل غير متعمد كرة رأسية من أحد زملائه كانت
في طريقها لتتهادى في شباك المنتخب العراقي ليضيع على المنتخب المضيف فرصة
تحقيق بداية مثالية في هذه البطولة. وبدا باركر، التي بقيت صورة حادثة
المباراة الأولى في ذهنه، مصمماً على التكفير عن ذنبه والتعويض في مباراة
الأربعاء في روستنبرج.
وقال باركر "كنا جميعاً نشعر بالعصبية قليلاً أمام العراق. حاولت جهدي في
تلك المباراة وكل ما أردته هو التسجيل وكنت متلهفاً جداً. على الأرجح أني
أهدرت الكثير من الفرص بسبب ذلك ثم صديت الكرة ومنعتها من الدخول. ولكن
أمام نيوزيلندا، ومع حصولي على ثقة المدرب وعلى مكاني في التشكيلة
الأساسية، شعرت بأنني سأقدم مباراة جيدة."
وبعد أن استعاد رباطة جأشه ووضع خلفه صدمة الأحد، كفّر باركر سريعاً عن
ذنبه ووضع منتخب بلاده في المقدمة أمام المنتخب النيوزيلندي بعد 21 دقيقة
فقط على بداية المباراة وقال عن هذا الهدف "بإمكانني القول بأنه أراحني
كثيراً حيث شعرت بثقة أكبر بعدما سجلت الهدف وأصبحت أكثر إسترخاء وهذا ما
ساعدني على تسجيل الهدف الثاني والذي لم يكن هدفا عادياً".
حيث توّج باركر لعبة جماعية شملت ستيفن بينار وتسيبو ماسيليلا اللذين كان
لهما دور أيضاً في الهدف الأول وأظهر دهاءه داخل المنطقة بعدما غير توجه
جسده في اللحظة الأخيرة ووضع الكرة داخل الشباك.
وقال باركر "توجهت إلى القائم القريب لأني كنت أتوقع كرة عرضية من ظهيرنا
الأيسر. ولكنه لعب الكرة بقوة وبالتالي عوضاً عن متابعتها بقدمي كما كنت
أرغب، اضطررت إلى استقبالها بجسدي ولحسن الحظ إرتطمت الكرة في المكان
المناسب وتهادت داخل الشباك."
دفعة معنوية
وخلال إحتفاله بهدفه الفريد، ربّت باركر على ذراعه اليسرى بيده
اليمنى وركض نحو الجماهير وقال عن طريقة احتفاله "الإحتفال كان موجهاً
لأصدقائي في بلدتي وهؤلاء الذين أفكر بهم والذين أريدهم أن يكونوا فخورين
بي. إنها نوع من التحية المتداولة بيننا وخطرت إلى ذهني عندما شاهدت الكرة
تتهادى داخل الشباك."
ولا يعكس هذا الحماس المعدي شخصية باركر وحسب بل جميع أعضاء منتخب جنوب
أفريقيا الذين تحضروا لمباراتهم مع المنتخب النيوزيلندي بالغناء والرقص
وقال المهاجم في هذا الصدد "إنه جزء من ثقافتنا ومن شخصيتنا. كرة القدم هي
لعبة ونحن في جنوب أفريقيا نحب الإستمتاع بوقتنا عندما ندخل الى أرضية
الملعب ولهذا السبب نغني ونرقص. هذا الأمر يجعلنا سعداء ويمنحنا دافعاً
وهو يؤتي ثماره."
وستكون المواجهة المقبلة للمنتخب المضيف الأصعب له حتى الآن لأنها ستجمعه
بمنتخب إسبانيا بطل أوروبا الذي حقق أمام العراق فوزه الرابع عشر على
التوالي وعلى باركر وزملائه أن يضعوا حدا لسلسلة انتصارات المنتخب
الأسباني إذا أرادوا التأهل إلى نصف النهائي. ورغم المهمة الصعبة التي
تنتظر المنتخب المضيف يرى باركر بأن بافانا بافانا يملك الإمكانيات التي
تخوله الإرتقاء إلى مستوى التحدي.
وقال باركر "إنهم أفضل منتخب في العالم وهم أبطال أوروبا والمرشحون الأوفر
حظاً في هذه البطولة. نعلم أنهم يملكون عدداً من النجوم الكبار ولكن هذا
الأمر لن يجعلنا نشعر بالعصبية على الأطلاق وسنرتقي بمستوانا وسنكون حتى
أكثر ثقة."
ولا يفصل بين بافانا بافانا والدور نصف النهائي سوى نقطة واحدة وباركر
واثق من أن منتخب بلاده سيحصل عليها: "أنا واثق من أننا سنحقق المطلوب
فنحن نلعب بطريقة جيدة ومستوى لياقتنا جيد ونحن مندفعون جداً وستكون
جماهيرنا خلفنا. وبعيدا عن كل هذه الأمور، لا يوجد أمامنا أي خيار وعلينا
ببساطة أن نفعلها."
الجمعة يونيو 19, 2009 6:13 pm